بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو العنوان في الحقيقة جذابا للقراء، فما من شخص إلا وله ذكريات منها المؤلم الذي لا يحب تذكره ومنها الجميل الذي يعشق تذكره دائما.
ومن الذكريات المؤلمة منها "المفجع" الذي إن جاء على الخاطر ترك أثرا لا يمحوه غير النسيان، والسؤال الأهم الذي يراود قراء هذه السطور، مع وجود هذه الذكريات كيف يتخلص منها الإنسان، خاصة وأن أثرها يبدو شاخصا في حياة المرء، ويكاد يعكر عليه صفو الحياة وحلوها.
يقول المتخصصون في علم النفس: أن مجرد تذكر الحوادث المؤلمة في الحياة، سبب كفيل للقضاء على حلو هذه الحياة، فضلا عن معايشة المنغصات اليومية الرتيبة.
وحول ذلك يقوم أساتذة الطب والمتخصصون في تدريب بعض مرضاهم على تذكر الأيام الحلوة في حياتهم وتتبع هذه الذكريات عبر العقل الباطن، كما يقومون بتدريبهم على تذكر الأشخاص الذين يجمعهم بها ذكريات "ممتعة"، حتى يتم محاصرة كل الذكريات "السيئة" والتي من شأنها تنغيص حياة الإنسان.
يقول الفيلسوف الفرنسي "رينيه ديكارت" ساخراً من أخطاء الإنسان التي تسبب له الذكريات "المملة" و"المؤلمة" في حياته: "لماذا يرتكب المرء الأخطاء ذاتها التي يرتكبها مرارا وتكرارا رغم أنه يستطيع ارتكاب غيرها"، حديث الفيلسوف الغربي لم يكن فكاهة، فغالب البشر يفضلون الاستمرار في تجرع الألم الذي يعيشونه على نبذ الألأم نفسه، حيث أن نبذ هذا الألأم قاسي ومفجع للنفس، لما يحمل من ذكريات صعبة على النفس، فضلا عن محاولة البعض التخلص من آلامهم تكسبهم صفة الضحية التي دائما ما يحاولون الهرب من نيرانها.
والأعجب من ذلك أن مفكري الغرب أنفسهم يدعون المرء للتخلص من ذكرياته المؤلمة لتأثير ذلك على النفس البشرية، فها هو المفكر الإسباني "جورج سانتايانا" يقول: "من لا يتذكر الماضي سيكرره بالتأكيد"، بالطبع بكل ما يحمل هذا الماضي من مآسي ومصاعب
وحتى يمكن معالجة ذلك ينصح المتخصصون بتعزيز الثقة بالنفس حتى يمكن التغلب على كل المآسي والصعاب التي يمر بها الإنسان ولا ترضية، وبالتالي يكون لذلك فرصة يتحرر فيها المرء من أنماط حياتية تكاد تقضي عليه إن لم يقوم بتدريب نفسه على التخلص من تلك الذكريات المؤلمة.